كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



23- وقوله جل وعز: {إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق} (آية 22) البغي الترامي إلى الفساد قال الأصمعي يقال بغى الجرح يبغي بغيا إذا ترامى إلى فساد.
24- ثم قال جل وعز: {يا أيها إنما الناس بغيكم على أنفسكم} (آية 22) أي عملكم بالظلم يرجع عليكم.
25- ثم قال جل وعز: {متاع الحياة الدنيا} (آية 23) أي ما تنالون بالبغي والفساد فإنما هو شيء تتلذذون به في الدنيا هذا قول أهل اللغة وروي عن سفيان بن عيينة أنه قال اراد أن البغي متاع الحياة الدنيا أي عقوبته تعجل لصاحبه في الدنيا كما يقال البغي مصرعة وقال جل وعز ثم بغي عليه لينصرنه الله.
26- وقوله جل وعز: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام} (آية 24) اختلط النبات مع المطر والمطر مع النبات.
27- وقوله جل وعز: {حتى إذا اخذت الأرض زخرفها} (آية 24) الزخرف في اللغة كمال الحسن ومنه قيل للذهب زخرف.
28- ثم قال جل وعز: {كأن لم تغن بالأمس} (آية 24) أي كأن لم تنعم والمعنى عند أهل اللغة كأن لم تعمر والمعاني المنازل التي يعمرها الناس وغنيت بالمنزل أقمت به وعمرته.
29- وقوله جل وعز: {والله يدعو إلى دار السلام} (آية 25) قال قتادة دار السلام الجنة والسلام الله عز وجل قال أبو جعفر المعنى على هذا والله يدعو إلى داره وإعادة الاسم إذا لم يكن مشكلا أفخم قال أبو إسحاق ويجوز ان يكون المعنى والله أعلم يدعو إلى الدار التي يسلم فيها من الآفات.
30- وقوله جل وعز: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} (آية 26) قال أبو جعفر الذي عليه أهل الحديث أن الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الله جل اسمه.
حدثنا الحسين بن عمر قال نا هناد قال نا وكيع عن أبي بكر الهذلي عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى في قول الله تعالى للذين أحسنوا الحسنى قال الجنة وزيادة قال النظر إلى الله جل وعز حدثنا الحسين قال نا هناد قال نا قبيصة قال نا حماد بن سلمة وقرئ على ابن بنت منيع عن هدبة بن خالد قال نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل الله موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار فيكشف عن الحجاب ويتجلي فينظرون إليه جل وعز قال فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة قال أبو جعفر وفي حديث ابن بنت منيع ويجرنا وفي حديثه فينظرون إلى الله جل وعز.
31- ثم قال جل وعز: {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} (آية 26) قال ابن عباس القتر سواد الوجوه وقال غيره القتر جمع قترة وهي الغبرة ومعنى يرهق يغشى والذلة الهوان وفي حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} قال بعد نظرهم إلى ربهم والعاصم المانع.
32- وقوله جل وعز: {كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما} (آية 27) القطع جمع قطعة ومن قرأ قطعا فهو اسم ما قطع يقال قطعة قطعا واسم ما قطعت قطع.
33- وقوله جل وعز: {ثم نقول للذين أشركوا مكانكم} (آية 28) أي انتظروا مكانكم توعد فزيلنا بينهم من قولك زلت الشيء من الشيء أي نحيته وزيلت فإن على التكثير.
34- ثم قال جل وعز: {فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم} (آية 29) لأنهم قالوا من يشهد لك أنك رسول الله.
35- وقوله جل وعز: {هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت} (آية 29) قال مجاهد أي تختبر ومعناه تجده وتقف عليه.
وفي تتلو قولان قال الأخفش أي تقرأ كما قال: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك} والقول الآخر أن معنى تتلو تتبع كما قال قد جعلت دلوي تستتليني.
36- وقوله جل وعز: {كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا} (آية 33) ثم بين الكلمة فقال أنهم لا يؤمنون فالمعنى حق عليهم أنهم لا يؤمنون ويجوز ان يكون المعنى لأنهم لا يؤمنون وتكون الكلمة العقاب.
37- وقوله جل وعز: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله} (آية 37) معناه لأن يفترى أي لأن يختلق ويجوز أن يكون المعنى وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله كما تقول وما كان هذا القرآن كذبا.
38- ثم قال جل وعز: {ولكن تصديق الذي بين يديه} (آية 37) يجوز ان يكون المعنى ولكن تصديق الشيء الذي القرآن بين يديه أي يصدق ما تقدمه من الكتب وأنباء الأمم ويجوز أن يكون المعنى أنه يصدق ما لم يأت من أمر الساعة.
39- وقوله جل وعز: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله} (آية 38) المعنى بسورة مثل سوره مثل واسأل القرية والمراد الجنس.
وقيل المعنى فأتوا بقرآن مثل هذا القرآن والسورة قرآن فكنى عنها بالتذكير على المعنى ولو كان على اللفظ لقيل مثلها.
40- ثم قال جل وعز: {وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} (آية 38) أي ادعوا من يعينكم ممن يذهب إلى مذهبكم إن كنتم صادقين أنه مفترى.
41- ثم قال جل وعز: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه} (آية 39) قيل يراد بهذا والله أعلم من كذب وهو شاك وقيل بما لم يحيطوا بعلمه أي بما فيه من الوعيد على كفرهم ولما ياتهم تأويله أي ما يؤول إليه ذلك الوعيد وقيل ولما يأتهم تأويله أي لم يعرفوه فهذا يدل على انه يجب ان ينظر في التأويل ويجوز أن يكون المعنى ولما ياتهم ما يؤول إليه أمرهم من العقاب.
42- وقوله جل وعز: {ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين} (آية 40) أي منهم من يعلم أنه حق ويظهر الكفر عنادا وإبقاء على رياسته ومنهم من لا يؤمن به في السر والعلانية.
43- وقوله جل وعز: {ومنهم من يستمعون إليك فأنت تسمع الصم} (آية 42) أي ظاهرهم ظاهر من يستمعون وهم لشدة عداوتهم وانحرافهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الصم، ثم قال جل وعز: {ولو كانوا لا يعقلون} (آية 42) أي ولو كانوا مع هذا جهالا.
44- ثم قال جل وعز: {ومن هم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون} (آية 43) ومنهم من ينظر إليك أي يديم النظر إليك كما قال تعالى: {ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت}.
45- وقوله جل وعز: {ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط} (آية 47) قال مجاهد يعني يوم القيامة والمعنى على هذا فإذا جاء رسولهم يشهد عليهم بالإيمان والكفر كما قال تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد}.
وقال جل وعز: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} وقال غير مجاهد يجوز أن يكون إنه لا يعذب احدا حتى يجيئه الإعذار والإنذار وإنما يأتي بهذا الرسل.
46- وقوله جل وعز: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار} (آية 45) أي قريب ما بين موتهم ومبعثهم عمر ثم قال: {يتعارفون بينهم} أي يعرف بعضهم بعضا وهو اشد لتوبيخهم إذا عرف بعضهم بعضا بالإضلال والفساد.
47- وقوله جل وعز: {وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك} (آية 47) قال مجاهد أي وإما نرينك العذاب في حياتك أو نتوفينك قبل ذلك فإلينا مرجعهم وقال غيره يريد بقوله جل وعز: {وإما نرينك بعض الذي نعدهم} وقعة بدر والله أعلم.
48- وقوله جل وعز: {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون} (آية 50) يجوز أن يكون المعنى ماذا يستعجل من الله ويجوز ان يكون ماذا يستعجل من العذاب المجرمون قال أبو جعفر وهذا أشبه بالمعنى لقوله تعالى: {أثم إذا ما وقع آمنتم به}.
49- ثم قال جل وعز: {الآن وقد كنتم به تستعجلون} (آية 51) وفي الكلام حذف والمعنى الآن تؤمنون به.
50- وقوله جل وعز: {ويستنبئونك أحق هو} (آية 53) المعنى ويستخبرونك فيقولون {أحق هو قل إي وربي إنه لحق} أي المعنى نعم.
51- وقوله جل وعز: {وما أنتم بمعجزين} (آية 53) أي ما أنتم ممن يعجز عن ان يجازى بكفره.
52- وقوله جل وعز: {وأسروا الندامة لما رأوا العذاب} (آية 54) في معناه قولان احدهما أن الرؤساء الدعاة إلى الكفر أسروا الندامة لما رأوا العذاب والآخر ان أسروا بمعنى أظهروا.
وقال أبو العباس إن كان هذا صحيحا فمعناه بدت الندامة في أسرة وجوههم وواحدها سرار وهي الخطوط التي في الجبهة.
53- وقوله جل وعز: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم} (آية 57) يعني القرآن.
54- وقوله جل وعز: {قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا} (آية 58) قال الحسن فضله الإسلام ورحمته القرآن وقال أبو التياح بفضل الله يعني الإسلام وبرحمته يعني القرآن فبذلك فلتفرحوا يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم {هو خير مما يجمعون} قال يعني الكفار.
وروى عكرمة عن ابن عباس {بفضل الله} القرآن {وبرحمته} أن جعلنا من أهله.
55- وقوله جل وعز: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا} (آية 59) قال مجاهد يعني البحائر والسوائب.
وقال الضحاك يعني بقوله: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا}.
56- وقوله جل وعز: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه} (آية 61) معنى {وما تكون في شأن} أي وأي وقت تكون في شأن من عبادة أو غيرها {وما تتلو منه من قرآن} قال أبو إسحاق المعنى من الشأن.
57- وقوله جل وعز: {إذ تفيضون فيه} (آية 61) أي تأخذون فيه ومنه أفاض في الحديث.
58- وقوله جل وعز: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة} (آية 61) أي وما يبعد ولا يغيب ومثقال الشيء وزنه والذرة النملة الصغيرة.
59- وقوله جل وعز: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (آية 62) يروى أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم من أولياء الله فقال الذين إذا رؤوا ذكر الله حدثنا أبو جعفر قال نا الحسين بن عمر الكوفي ببغداد قال نا العلاء بن عمرو قال نا يحيى بن اليمان عن أشعث بن إسحاق القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال يذكر الله جل وعز برؤيتهم.
60- وقوله جل وعز: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} (آية 64) قال عبادة بن الصامت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله جل وعز: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له وفي الآخرة الجنة وفيها قول آخر رواه شعبة عن ابن عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قلت للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يعمل لنفسه خيرا ويحبه الناس فقال تلك عاجل بشرى المؤمنين في الدنيا.
61- وقوله جل وعز: {لا تبديل لكلمات الله} (آية 64) أي لا خلف لوعده وقيل معنى لا تبديل لكلمات الله لا تبديل لأخباره أي لا ينسخها شيء ولا تكون إلا كما قال.
62- وقوله جل وعز: {ولا يحزنك قولهم} (آية 65) أي لا يحزنك إيعادهم وتكذيبهم واستطالتهم عليك.
63- وقوله جل وعز: {إن العزة لله جميعا} (آية 65) أي إن الغلبة لله.
64- وقوله جل وعز: {وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} (آية 66) أي يحدسون ويحزرون.
65- وقوله جل وعز: {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا} (آية 67) أي مبصرا فيه على النسب كما قال: {في عيشة راضية} أي ذات رضى أي يرضى بها.
66- وقوله جل وعز: {إن عندكم من سلطان بهذا} (آية 68) أي ما عندكم من حجة بهذا.
67- ثم قال جل وعز: {قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} (آية 69) تم الكلام ثم قال: {متاع في الدنيا} أي ذلك متاع في الدنيا.
68- وقوله جل وعز: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} (آية 71) قال الفراء معناه وادعوا شركاءكم قال والإجماع الإعداد والعزيمة على الأمر وقال أبو العباس هو محمول على المعنى لأن معنى أجمعوا واجمعوا واحد وقال أبو إسحاق المعنى مع شركائكم قال وقول الفراء لا معنى له لأنه إن كان يذهب إلى أن المعنى وادعوا شركاءكم ليعينوكم فمعناه معنى مع وإن كان يذهب إلى الدعاء فقط فلا معنى لدعائهم لغير شيء وقرأ الجحدري ويروى عن الأعرج {فاجمعوا أمركم} نوصل الألف وفتح الميم وقرأ الحسن {فأجمعوا أمركم وشركاؤكم} قال أبو جعفر وهذا يدل على انهما لغتان بمعنى واحد.
69- وقوله جل وعز: {ثم لا يكن أمركم عليكم غمة} (آية 71) فيه قولان أحدهما أن معنى غمة كمعنى غم والآخر وهو أصح في اللغة ان المعنى ليكن أمركم ظاهرا يقال القوم في غمة إذا عمي عليهم أمرهم والتبس ومن هذا غم الهلال على الناس أي غشية ما غطاه.
والغم من هذا إنما هو ما غشي القلب من الكرب فضيقه واصل هذا مشتق من الغمامة.